المئزر الآثم
الذي يصور ورقة اجابة التلميذ مهما بلغ حجم التدني فيها على مستوى المعلومات أو التهكمات و يعرضها ليبين حجم معاناته أو التدهور الذي وصل إليه حال القطاع هو ببساطة استاذ آثم …..
كيف ؟ ، سأقول لكم كيف …..
إن عملية تقويم المعلومة ومعالجتها والصبر على ذلك من صميم الإعداد البيداغوجي للتلميذ الذي جعل الله عليها الأجر ثم رتبت الدولة عليها الراتب والتأفف من ذلك يدل على عجز فطري في سلوك الاستاذ يتناقض مع فهمه لصميم رسالته…..
بل حتى في النبوة نهى الشرع عن التأفف واستثقال السائل وحبب في اللين والصبر والمرافقة وجاء النهي عن الرفض النفسي دون القولي والفعلي والذي تمثل في اظهار العبوس …
و والله لو كان الأمر في ابنه ما رضي أن تصور اجابته و تحتكم معلوماته لغير استاذه على سوئها وخطئها ولكنها مظلمة النفس للنفس ، نفس وصية ونفس مستوصى بها والله المستعان .
وكل من أوحى له مئزره بذلك وزين له مجالس الهزء بالمتعلمين فالأولى به نزعه ، فكم من متعلم صار بعد جهله عالما وبعد افراطه جادا ، وقد مررت بسنوات عمري بين متعلما ومعلما أيقنت خلالها شيء واحدا ، أن التلميذ يغفر للأستاذ شدته و غضبه و ضربه لكن لا يغفر له ابدا اهانته والاستهزاء به وازدرائه .
إن التعليم قبل أن يكون وظيفة هو أدب وقبل أن يكون أدبا هو رحمة مهداة فمن شحت نفسه عن الهدية سيعجز أن ينفع ويمتنع أن يوصل فيجعل من العلم خصومة ومن النور ظلمة والعياذ بالله
كمال بركاني